برنامج الأمم المتحدة للبيئة يُطلق مبادرة حملة الحماية المستمرة للأحياء البرية بلغة بهاسا الإندونيسية لدعم نظام ليوسير البيئي

ليوسير المكان الذي لا مثيل له.

لا يوجد مكان آخر في جزيرة سومطرة - سادس أكبر جزر العالم من حيث المساحة - يحتوي على مساحة كبيرة من غابات الأراضي المُنخفضة كتلك الموجودة في ليوسير، حيث إن ليوسير تغطي مساحة 2.6 مليون هكتار وتمتد عبر اثنتين من المقاطعات الإندونيسية.

وليس هناك مكان آخر في إندونيسيا يحتوي على أراضٍ طبيعية تسع العديد من الأشخاص، إذ إن الأراضي الموجودة في ليوسير الشرقية وحدها تسع 5.7 ملايين شخص عبر 11 منطقة.

كما أنه لا يوجد مكان آخر على وجه البسيطة تعيش فيه الفيلة وحيوانات وحيد القرن والنمور وأورانج أوتان (إنسان الغاب) جميعها في بيئة برية واحدة سوى ليوسير، وفي الواقع فإنها أحد آخر الأماكن التي يمكن أن تجد فيها حيوانات الببر السومطري. لا يوجد أي مكان آخر على وجه المعمورة يمكن أن تجد فيه مثل هذا التنوع البيولوجي؛ حيث توجد مجموعة من أنواع الحيوانات النادرة والمُعرضة لخطر الانقراض مثل حيوانات النمر الملطخ والقط الرخامي الآسيوي (السنور المُعرق) وآكل النمل الحرشفي المالاوي وطائر أبو قرن، وجميعها تتشارك البيئة ذاتها مع الأربعة الكبار.

إضافة إلى كون ليوسير أحد الأماكن المهمة للتنوع البيولوجي فضلًا عن أهميتها الكبيرة بوصفها مصدرًا لخدمات النظام البيئي، فإنها تُعد واحدة من مخازن الكربون المهمة؛ ذلك أن ليوسير بها 3 من مستنقعات الخث التي يصل عمقها إلى 15 مترًا وتغطي مساحة 140,000 هكتار، الأمر الذي يعني أنها تتمتع بإمكانية هائلة لتنحية الكربون وعزله، هذا بالإضافة إلى نظام الغابات الإيكولوجي الكبير والواسع.  

ومع ذلك فإن هذه البقعة البرية الخاصة والحيوية ترزح تحت وطأة المخاطر، حيث إن عمليات تدمير الموائل وأتون الصراع الدائر بين الإنسان والحياة البرية فضلًا عن أعمال الصيد غير المشروع للحيوانات البرية وتهريبها، كل ذلك يضع الحياة البرية الرائعة لليوسير تحت ضغوطٍ هائلة. ومنذ عام 2011، أُدرج تراث الغابات الاستوائية المطيرة في سومطرة - بما في ذلك منطقة ليوسير - ضمن قائمة مواقع التراث العالمي المُعرضة للخطر.

والآن ثمة شراكة مُتميزة تعمل على حماية تلك المنطقة، فمن خلال مبادرة صندوق حصة الأسد (بالإنجليزية: Lion’s Share Fund)تحاول مجموعة من الشركاء المحليين والعالميين توحيد الجهود والمساعي للتعامل مع تلك المخاطر التي تتعرض لها ليوسير حاليًا.

ينصبُّ تركيز جهود هذه الشراكة حول أربع جزئيات رئيسية: الأولى هي الحفاظ على النظام البيئي لمنطقة ليوسير واستعادته، وكذلك مجموعات الحيوانات الضخمة التي تعيش به، والثانية تتمثل في إنشاء آليات تمويل مستديمة بحيث تستمر عمليات الترميم والتجديد، والثالثة هي أن هذه الشراكة تدعم عمليات التطوير المستندة إلى المحافظة.

وبدوره فإن برنامج الأمم المتحدة للبيئة يساهم في الجزئية الرابعة من المحاور الأربعة التي ينصب عليها تركيز هذه الشراكة، وذلك عن طريق تسليط المزيد من الضوء على احتياجات ليوسير من خلال الحملات وعمليات التثقيف.

"إضافة إلى كون ليوسير أحد الأماكن المهمة للتنوع البيولوجي فضلًا عن أهميتها الكبيرة بوصفها مصدرًا لخدمات النظام البيئي، فإنها تُعد واحدة من مخازن الكربون المهمة" أو كما جاء على لسان ديانا كوبانسكي خبيرة أراضي الخث التابعة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، التي أضافت أيضًا: "تتميز ليوسير بأن بها ثلاثًا من أهم أراضي الخث في العالم، هي تريبا وكلويت وسنغكيل التي تعمل معًا على تنحية كميات من الكربون تُقدر بمئات الملايين من الميجاطن. هذا بالإضافة إلى نظام الغابات الإيكولوجي الكبير والواسع.

وعلى وجه التحديد يُطلِق برنامج الأمم المتحدة للبيئة في هذه الآونة حملة بعنوان حملة الحماية المستمرة للأحياء البرية بلغة بهاسا الإندونيسية، تتيح لك حملة الحماية المستمرة للأحياء البرية معرفة الأنواع التي تشبهك من بين عدد كبير من الحيوانات والنباتات المُعرضة لخطر الانقراض، بما فيها تلك الموجودة في ليوسير مثل النمر والفيل ووحيد القرن وآكل النمل الحرشفي (بنغول) والأورانج أوتان (إنسان الغاب) وآكل النمل الحرشفي المالاوي، وغيرها.

يمكن لزوار الموقع الإلكتروني الخاص بحملة الحماية المستمرة للأحياء البرية الخضوع لبعض الاختبارات البسيطة لمعرفة المزيد عن الأنواع المُختلفة المُعرضة لخطر الانقراض، كما يمكنهم الذهاب في رحلات افتراضية تسمح لهم بمشاهدة بعض الصور التوضيحية لحياة الأنواع المُعرضة لخطر الانقراض وكيف أن هذه الأنواع تساعد في الحفاظ على سلامة الأنظمة البيئية، الأمر الذي ينعكس بدوره على سلامة الإنسان وصحته.

ويعزز برنامج الأمم المتحدة للبيئة مساعيه التي ترمي إلى التعريف بمنطقة ليوسير على مستوى العالم.

وقد جاء على لسان ليزا رولز رئيس اتصالات التنوع البيولوجي في برنامج الأمم المتحدة للبيئة: "يُعد نظام ليوسير البيئي مكانًا ذا قيمة استثنائية فيما يتعلق بتنوعه البيولوجي الفريد وكذلك فيما يخص الخدمات التي يوفرها للملايين الذين يعيشون في المجتمعات الواقعة حول هذا النظام البيئي"، وأضافت: "يحدونا الأمل في نشر التوعية والتثقيف داخل إندونيسيا وخارجها، وذلك عن طريق حملة الحماية المستمرة للأحياء البرية التي سوف تشجع على المزيد من الاهتمام بأعمال الحماية، ومع تزايد مستويات الدعم العام يمكننا العمل من أجل وضع المزيد من السياسات وآليات التنفيذ القوية التي بدورها ستحافظ على ليوسير مكانًا حيويًا لكل البشر والحيوانات التي تعتمد عليه، وذلك لمدة طويلة من الوقت تصل إلى عقود كثيرة".

ويتزامن إطلاق حملة الحماية المستمرة للأحياء البرية بلغة بهاسا الإندونيسية مع مناسبة يوم البيئة العالمي لعام 2020 الذي يجري الاحتفال به تحت الوسم Time #ForNature الذي يرمي إلى رفع الوعي حول أهمية التنوع البيولوجي والأنظمة البيئية كتلك الموجودة في ليوسير، ويُعد الأورانج أوتان السومطري (أحد الأنواع التي تشتهر بها ليوسير) جزءًا من لعبة الإنستجرام Run #ForNatureالخاصة باليوم العالمي للبيئة، حيث يمكن للاعبين القيام بعملية "حفظ" افتراضية لأنواع الكائنات الحية المُعرضة لخطر الانقراض التي تعيش في الغابات الاستوائية المطيرة، وذلك ضد مخاطر مثل إزالة الغابات والصيد غير المشروع.

نُبذة عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة

برنامج الأمم المتحدة للبيئة هو أحد الأصوات العالمية التي تنادي بحماية البيئة، حيث توفر القيادة وتشجع الشراكات الرامية إلى الحفاظ على البيئة عن طريق إلهام الأمم والشعوب وتثقيفها وتمكينها من أجل تحسين جودة حياتها دون الإضرار بمقدرات الأجيال القادمة.

--------------------------------

نُبذة عن صندوق حصة الأسد (The Lion’s Share)

على مدار 150 عامًا جرى استخدام الحيوانات في الدعاية والإعلان، حيث شكَّلت الحيوانات قرابة 20% من إجمالي الإعلانات التي نشاهدها. وعلى نحوٍ مثير للقلق، فإن معظم الحيوانات الشائعة التي استُخدمت في حملات الإعلانات تلك هي من الحيوانات المُعرضة لخطر الانقراض أو المُهددة بمستقبل غير مستقر، ومع وجود ما يزيد على مليون نوع من الكائنات المُعرضة لخطر الانقراض في غضون العقود القليلة القادمة، فإن كوكبنا سيواجه أزمة كبيرة، كما أنه لم يشهد من قبل مستويات مرتفعة من الخطورة كتلك التي يشهدها حاليًا بشأن فقدان بعض أنواع الكائنات الرئيسية والمشهورة. يُقدم صندوق حصة الأسد (The Lion’s Share) آلية مُبتكرة تشرك مجموعة من العلامات التجارية العالمية وشركات الإعلانات العالمية في الجهود العالمية للحفاظ على تلك الأنواع، فالصندوق الذي يستضيفه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) يحث شركات القطاع الخاص على المساهمة بنسبة 0.5% من نفقات حملاتها الإعلامية التي تستخدم فيها الحيوانات، وذلك لتمويل مشاريع الحفاظ على الحيوانات ورعايتها حول العالم. إن صندوق حصة الأسد (The Lion’s Share) بكل بساطة هو طريقة مبسطة لإحداث تغيُّر ملحوظ. 

 ---------------------------------

"يدعم برنامج ليوسير برعاية صندوق حصة الأسد (The Lion’s Share) الإجراءات التعاونية المشتركة الرامية إلى عمليات الحماية والاستعادة والمحافظة الطويلة الأمد للنظام البيئي في ليوسير، الذي يُعد آخر الغابات التي تعيش فيها النمور وحيوانات وحيد القرن والفيلة وحيوانات أورانج أوتان (إنسان الغاب) جميعها في بيئة برية واحدة، وبالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) و(حملة الحماية المستمرة للأحياء البرية)، يسعى الصندوق للمساعدة في رفع الوعي بشأن أنواع الكائنات الحية الأكثر عُرضة لخطر الانقراض في ليوسير، فضلًا عن أهمية الاستثمار في مشاريع الحفاظ على الحياة البرية من أجل إحداث عملية تطور شاملة ومستدامة."